الأهلي وأحلامه .. علي جسر "الترجي"
الكتيبة الحمراء استعدت لمواجهة بطل تونس.. واقتناص فوز كبير
تحت شعار اللعب حتي النصر يخوض فريق النادي الأهلي فارس الكرة المصرية.. وأسد القارة الأفريقية مباراته المصيرية مع الترجي التونسي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس أفريقيا لدوري الأندية الأبطال والتي تنطلق أحداثها في السابعة والنصف مساء الليلة باستاد القاهرة ويتابعها الملايين من جماهير الناديين الشقيقين بمصر وتونس وقارتنا الافريقية لكونها قمة مبكرة بين ناديين عملاقين.. هو ما يزيد اللقاء قوة وإثارة ويجعله غاية في الأهمية والحساسية أن الخبراء والفيفا اتفقا علي أن الفائز في مجموع مباراتي الذهاب والعودة من الأهلي والترجي سيكون المرشح الأقوي والأقرب ليتوج بطلا للقارة السمراء.. وممثلها في بطولة العالم للأندية ابطال القارات وهو الحلم الذي يراود بالطبع جماهير أهلي القرن صاحب الأرقام القياسية والبطولات الافريقية ليعود للعالمية من جديد لكونه خير سفير للكرة المصرية وشقيقتها الكبري الأفريقية.
ولأن هذا اللقاء المرتقب الذي يواجه فيه الأهلي بطل تونس يمثل البوابة الملكية لتحقيق حلم العالمية.. فقد تعاهد نجوم الفريق وجهازهم الفني علي أن تكون نقطة الانطلاق للعالمية تبدأ عبر تلك المواجهة الساخنة والتي تحمل كل الوان الاثارة لأن البطل التونسي حضر للقاهرة ومن خلفه جماهيره ولديه طموح التتويج بطلا للقاهرة وحلم العالمية والذي يراه مشروعاً لكل أطراف المربع الذهبي حتي لو كان منافسه هو الأهلي نادي القرن صاحب الأرض اليوم والجماهير التي ستزحف لتملأ استاد القاهرة عن آخره لتؤازر وتشجع نجوم الأهلي أبطال مصر وأفريقيا في تلك المعركة الكروية الشرسة لكونها تعلم انها ستكون اللاعب رقم "1" في تشكيله الاهلي اليوم وانها تتحمل مسئولية كبيرة في جعل أرض استاد القاهرة تهتز من تحت أقدام فريق الترجي بهتافاتها.. ولكن دون أن تتعجل نجوم الأهلي في إحراز الفوز أو التهديف فالهدف يأتي في ثانية ومطلوب مساندتهم حتي الثواني الأخيرة من اللقاء.
ومن حسن الطالع أن الأهلي يدخل هذه المواجهة.. وهناك حالة من الارتياح تسود الجماهير ومجلس الإدارة والجهاز الفني للقلعة الحمراء بعد أن نجح الفارس الاحمر في استعادة جزء كبير من خطورته ومستواه العالي الفني والبدني والخططي خلال مباراته الأخيرة علي الانتاج الحربي في الدوري العام والتي حول فيها الأهلي خسارته لفوز مستحق بقيادة المايسترو محمد أبو تريكة 2/1
عودة فضل وفرانسيس
وجاءت عودة محمد فضل هداف الأهلي لفورمته العالية كقناص خطير وإعادة اكتشاف فرانسيس الليبيري كمهاجم خطير قادر بقوته البدنية وسرعته العالية وتحركاته الخطيرة كأهم مكاسب لقاء الانتاج.. وبمثابة إعلان ايضا أن الاهلي لا يواجه أزمة في خط الهجوم لأن فرانسيس وفضل اثبتا انهما قادران كرأسي حربة صريحين قادرين مع القادمين من الخلف بقيادة أبو تريكة والفنان الزئبقي محمد بركات واحمد فتحي ومحمد شوقي وحسام عاشور وشريف عبدالفضيل احداث الفارق وترجيح كفة الأهلي بغزو مرمي المنافسين ولعلنا نتفق ان هؤلاء النجوم يملكون من الخبرات الدولية والمهارات ما يجعلهم يتحكمون في سير المباراة للتهديف في مرمي البطل التونسي الشقيق.. من أجل الوصول لفوز مطمئن ومريح قبل مباراة العودة بتونس يوم 16 أكتوبر الجاري.
وإذا كان الأهلي يدخل هذه المواجهة وهو مطالب بالفوز بهدفين علي الأقل فإن خط الدفاع بقيادة الصخرة وائل جمعة ومعه احمد السيد الفدائي وشريف عبدالفضيل واحمد فتحي ومن خلفهم الحارس المتألق شريف إكرامي يتحمل مسئولية كبيرة للحفاظ علي شباك الأهلي نظيفة.. خاصة وأن الارقام تؤكد أن فريق الترجي يملك أقوي خط هجوم في البطولة حتي الآن برصيد 25 هدفا.. بقيادة النيجيري مايكل اينراو وله 7 أهداف وهذا يعني أن الترجي التونسي يجيد التهديف وشجاعة الهجوم خارج ملعبه سواء عن طريق الهجمات المرتدة السريعة أو عن طريق الهجمات المنظمة التي تبدأ من منطقة المناورات ويتوفر لها الكثافة العددية المطلوبة.
أسلحة الأهلي
وفي الوقت نفسه فإن امتلاك الأهلي لأقوي خط وسط في القارة رغم غياب اثنين من عناصره الاساسيين وهما حسام غالي وأحمد حسن غير انه قادر مع خط الهجوم علي الاستفادة من تواضع خط دفاع الترجي والذي يعتبر أضعف خطوطه علي خلخة هذا الدفاع وكشف الثغرات فيه من الاجناب والعمق بشرط سرعة الأداء ودقة التمرير والضغط عليه والهروب من الرقابة داخل المنطقة وخارجها .
خاصة وان نجوم الأهلي يجيدون سلاح التسديد البعيد علي المرمي وضربات الرأس والمراوغة والاختراق.
الفرص المتاحة علي المرمي ولذلك فلابد من استغلالها وترجمتها لاهداف تجعل الاهلي يقطع 90% من رحلة الصعود لنهائي العرس الافريقي من قاهرة المعز.
ولأن نتيجة تلك القمة تمثل خطوة هامة في الانطلاق خطوة نحو حلم العالمية فقد حرص حسن حمدي رئيس قلعة الاهلي الحمراء ونائبه محمود الخطيب علي عقد اكثر من لقاء مع اللاعبين للشد من أزرهم وحثهم علي تحقيق الفوز بأكبر عدد من الاهلي لحسم تلك المواجهة قبل لقاء تونس وفي المقابل وعده نجوم الأهلي علي عبور الترجي بقيادة مديرهم الفني حسام البدري رغم اعترافهم بقوة المنافس ولكنهم دائما يتحملون المسئولية في المواقف الصعبة .
ولكن اليوم نتمني أن يفرض الأهلي سيطرته واسلوبه مبكرا ليصيب منافسه بالارتباك ويفقده التركيز مع اللحظات الأولي من اللقاء وأن يوفق الفرسان الحمر في تسجيل هدف مبكر يجعل مبادرة المباراة بين اقدامهم حتي النهاية.
وإذا كان حسام البدري قد بذل جهدا كبيرا مع اللاعبين لتأهيلهم للقاء بعقد العديد من المحاضرات لتحفيظ خطة مواجهة البطل التونسي من خلال تعريفهم بنقاط القوة والضعف بل وكيفية التعامل معه واعدادهم معنويا مستفيدا من استعادتهم لثقتهم لانفسهم ولمستواهم المرتفع بعد مباراة الانتاج التي أعادت روح الاهلي الغائبة للفريق فإن المشكلة التي واجهته وهو يستعد لتلك الموقعة الكروية هو عدم وجود ظهير أيسر بدلا من سيد معوض يمتلك الخبرة في التعامل في مثل هذه المباريات المصيرية فرغم ثقته في الصاعد أيمن أشرف غير أن المؤشرات تؤكد أن حسام البدري يفضل عدم المغامرة به والاعتماد علي نجومه اصحاب الخبرة وبالتالي فإن كل من محمد بركات وشريف عبدالفضيل أصبح المرشح الأقوي لشغل هذا المركز كما أن البدري يملك أوراقاً أخري ممثلة في الصاعدين المتألقين احمد شكري وشهاب الدين أحمد وجدو العائد من الاصابات والثلاثي اضافة هائلة لاهلي القرن والذي خضع لمعسكر تدريبي مغلق لمدة ثلاثة أيام بهدف تحقيق أعلي معدلات التركيز لمعايشة هذا اللقاء الذي يجمع اثنين من أكبر أندية القارة السمراء.
الترجي.. والتاريخ
وإذا كان التاريخ ينحاز للأهلي وينصفه عندما أطاح بالترجي في بطولة أفريقيا عام 2001 في الدور قبل النهائي وتوج بعدها بطلا ثم تفوق ايضا علي البطل التونسي في نفس البطولة عام 2007 في دور الثمانية وفاز ايضا الاهلي بالكأس الغالية فإن فوزي البنزرتي المدير الفني المخضرم لفريق الترجي لديه قناعة بأنه ليس شرطا ان يكرر التاريخ نفسه انطلاقا من أن لكل مباراة ظروفها والمهم دائما مدي قدرته مع لاعبيه علي تحقيق الفوز واستغلال الثغرات في دفاع المنافس خاصة وأن الترجي يعيش حاليا حالة ازدهار في المستوي العام والنتائج والطموح فالفريق يتربع علي قمة الدوري التونسي ومعنويات لاعبيه في القمة.. كما أن صفوفه مكتملة باستثناء غياب النجم وجدي بوعزي ولكن باقي نجوم الفريق ومفاتيح لعبه وخطورته بقيادة هدافيه مايكل النيجيري وأسامة الدراجي جاهزة ولديها رغبة في تحدي الاهلي وسط جماهيره. فالبطل التونسي إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً يرون ان فريقهم يملك كل مقومات الفوز بكأس أفريقي الغالية وان يكون سفير القارة السمراء وتونس في مونديال القارات بحثا عن مجد جديد وتاريخي لم ينل شرفه الترجي التونسي من قبل فيما أصبح اهلي القرن عضواً شبه دائم في مونديال القارات بعد أن شارك عظماء الكرة في هذا العرس العالمي ثلاث مرات وقد حان الوقت للعودة لكأس العالم. ولكن مطلوب اولاً عبور الترجي في لقاء اليوم والذي يديره طاقم حكام ليبي دولي بقيادة عادل الراعي ومعه حاملا راية أبو الخير خالد ومحمد نصر الدين لتصبح تلك القمة عربية خالصة تسودها روح الاشقاء ونتمناه عيدا للكرة المصرية وعشاق الناديين العملاقين.