سيدات دخلن التاريخ :
كلنـــا نعرف حادثة بائعة اللبـــن وابنتها مع الخليفة عمر بن الخطاب ( الفــــاروق ) رضي الله عنه .....(( ولكن الكثير منا لا يعلم مــا كان لهذه الحادثة من اثـــر كبير في التاريخ الاسلامي ))...... حيث كان بعضُ بائعي اللبن يخلطون اللبن بالماء....... فــاشتكى المسلمون من ذلك..... فأرسل الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أحد رجاله ينادي فى بائعي اللبن بعدم الغش، فدخل المنادي إلى السوق ونادى: يــــا بائعـــي اللبن لا تَشُوبوا ( لاتخلطوا ) اللبــن بالمـــاء، فتغشوا المسلميـــن، وإن من يفعل ذلك؛ فسوف يعاقبه أمير المؤمنين عقابًـــا شديـــدًا......... وذات ليلة خرج عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال المسلمين في جـــوف الليـــل، وفي أحـــد الطـــرق استراح من التجوال بجانب جدار ، فإذا به يسمع امرأة تقول: ....... قومى إلى ذلك اللبن فامذقيه (اخلطيه) بالماء...... فقالت الابنة: يا أُمَّتَاه!!!! وما علمتِ ما كان من عَزْمَة ( أمر )أمير المؤمنين اليوم؟!!!!!! قالت الأم: وما كان من عزمته ( أمره ) ؟....... قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: لا يُشَابُ (أي لا يُخلط ) اللبـــن بالمـــاء......... فقالت الأم: يا بنتاه، قومى إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر..... فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فرب أمير المؤمنين يرانا ........ فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك، دمعت عينا ه من شـــــدة الفرحــــه بهذه الكلمات .. و أعجب بالفتاة لورعها ومراقبتها لله رب العالمين..... وقال: يا أسلم، علِّم الباب ( أي ضع عليه علامة ) ، واعرف الموضع....... واخذ يسابق الريح الى بيته ......... فلما أصبح قال: يا أسلم، امضِ إلى الموضع فانظر من القائلة ؟ ومن المقول لها ؟ وهل لهما من بعل (زوج)........ فذهب أسلم إلى المكان، فوجد امرأة عجوزًا، وابنتها (أم عمارة) ، وعلم أنْ ليس لهما رجل، ثم عاد فأخبر عمر...... فدعا عمر أولاده، فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوّجه...... ولو كان بأبيكم حَركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية ابنة بائعة اللبن .!!!!!! فقال عبد اللَّه بن عمر: لى زوجة....... وقال أخوه عبد الرحمن: لى زوجة....... وقال ثالثهما عاصم: يا أبتاه لا زوجة لى فزوِّجني. .......فاشار عليه بالزواج منها .... وامره بالذهاب اليهم وطلب يدها...... قائلا ً له : اني والله ارجو الله ان يخرج منها فارسا يقود العرب والمسلمين ..... فاستجاب عاصم لطلب ابيه وتزوج ابنة بائعة اللبن ....... فكان من ذريتهم فتاة .. أسماها [ ليلـــــــى ]........ وتمــــر الأيام..... فإذا بليلى بنت عاصم ابن عمر، بنت بنت بائعة اللبن تتزوج احد خيار وكبار رجال بنو اميه العزيز بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن اميه بن عبد الشمس بن عبد مناف........ وفي رؤيا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال : يكون من ذريتي رجل اشج الرأس يملأ الارض عدلا ........ فا اصبح الناس يتحرون هذا الاشج .. في بادئ الامر توقعوا ان يكون من ابناء عبدالله بن عمر فضنوا انه بلال بن عبدالله بن عمر بن الخطاب .... لوجود شامة في وجهه ...... حتى شاءت الأقدار فانجبت ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وابنة بنت بائعة اللبن عمر بن عبدالعزيز ...... ولكن نسبه لا يصل الى عمر بن الخطاب كما توقع المسلمون ...... انما عمر ابن الخطاب يكون جده لامه ........ وذات يوم دخل عمر بن عبدالعزيز الى اسطبل ابيه ...... وقدر الله فضربه فرس فاصابه في رأسه ليشج وجهه ..... فاسرع اليه ابيه عبدالعزيز بن مروان يمسح الدم عن وجهه قائلا :...... لان كنت اشج بني اميه انك اذن لسعيد ...... وكان عبدالملك بن مروان وهو عم عمر بن العزيز قريب الى عمر كثيرا ومن شدة حبه زوجه ابنته فاطمه بنت عبدالملك وهي من أكابر نساء العالم بل اكبرهن على الاطلاق نسبا سياسيا قويا محترما ..... فهي بنت خليفه ... وجدها خليفه.... وزوجها خليفه... واخوتها الاربعه خلفاء ( وليد وسليمان وهشام ويزيد ابناء عبدالملك ) ..... ووصى به عمه سليمان بن عبد الملك عند وفاته لتولي خلافة المسلمين وفضله على ابناءه ....... فتولى عمر بن عبد العزيز خلافة المسلمين ..... فكان الخليفة الزاهد كجده عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما ..... فترك عمر زينة الحياة الدنيا، ورفض كل مظاهر الملك التي كانت لمن قبله من الخلفاء، وأقام في بيت متواضع بدون حـرس ولا حجاب، ومنع نفسه التمتع بأمواله، وجعلها لفقراء المسلمين، وتنازل عن أملاكه التي ورثها عن أبيه، ورفض أن يأخذ راتبًا من بيت المال، كما جرَّد زوجته فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان من حليها وجواهرها الثمينة، وطلب منها أن تعطيها لبيت المال، فقال لها: ..... اختاري..إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت ومعك هذه الجواهر في بيت واحد، فأنت تعلمين من أين أتى أبوك بتلك الجواهر، فقالت: بل أختارك يا أمير المؤمنين عليها وعلى أضعافها لو كانت لي...... فأمر عمر بتلك الجواهر فوضعت في بيت المال....... وبلغه يوما أن أحد أولاده اشترى خاتمًا له فصٌّ بألف درهم، فكتب إليه يلومه، ويقول له: بِعه وأشبع بثمنه ألف جائع، واشترِ بدلاً منه خاتمًا من حديد، واكتب عليه: رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه ...... فعم الرخاء والعدل والمساواة جميع أقاليم الدولة الأموية...... وازداد دخل الدولة كما ازداد دخل الناس حتى لم يعثر على مستحق للزكاة في عهده.... فكــــان من أفضل خلفاء بني أمية حتى قال فيه محمد بن علي بن الحسين: "أما علمت أن لكل قوم نجيباً وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز ...... فصدقت رؤيـــا الفاروق .... فكان اشج بني أمية من ذرية عمر بن الخطاب ومن ذرية بنت بائعــــة اللبن ..... إنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي ....... التي خَلَّدت اسمَها فى التاريخ، بأمانتها وخوفها من اللَّه تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، والذى أكرمها فى الدنيا بزواجها من ابن أمير المؤمنين الفــــاروق عمربن الخطــــاب ، وجعل من نسلها أميرًا للمؤمنين هو عمــر بن عبـــد العزيـــــز اشــــج بنـــي أميـــــة و خـــامس الخلفــــاء الراشديــــن