توفي الممثل الشعبي اللبناني محمود مبسوط الشهير بـ"فهمان"، بعدما هوى فجر الاثنين 25 يوليو/تموز على خشبة المسرح، مسدلا الستارة على سيرة فنية كان خلالها أحد رموز الكوميديا الشعبية اللبنانية.
وارتبط اسمه مع زميله صلاح تيزاني وآخرين بمسلسل "أبو سليم" الاجتماعي الفكاهي الذي كان يعرضه "تلفزيون لبنان" الرسمي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وطبعت ذاكرة جيل تلك المرحلة.
وقال صلاح تيزاني -الذي اشتهر بشخصية "أبو سليم"- لوكالة فرانس برس "كنا نحيي حفلة في بلدة كفرصير ضمن عشاء قروي ونقدم بعض المشاهد الفكاهية، فقال لي محمود إن صدره يؤلمه قليلا، فطلبت منه أن يرتاح قليلا خلف المسرح وإني سأكمل عنه.. وبعد أن أنهيت المشهد، وجدته مستلقيا على الأرض ويخضع لتنفس اصطناعي".
وأضاف "في المستشفى خضع لعملية قسطرة للقلب، وتبين أن ثلاثة من شرايينه مسدودة، وكان ينبغي أن يخضع لعملية قلب مفتوح، لكنه لم يصمد".
وأوضح "أنها خسارة لا تعوض للفن ولبنان.. كان فنانا كبيرا، وأستاذا كبيرا، يمكن أن يأتي مثله ولكن لن يأتي أفضل منه، لأنه فنان معطاء.. كان مريضا ومع ذلك كان يعتلي المسرح".
وقدم مبسوط مع تيزاني برنامجا على القناة السابعة في "تلفزيون لبنان"، وفي العام 1962 ولدت شخصية "فهمان" التي لازمته حتى آخر أيامه.
و"فهمان" شخصية هزلية تميزت بالمقالب المضحكة والكذب الأبيض، وضروب الاحتيال غير المؤذية.
ومنذ تأديته هذه الشخصية بات محمود مبسوط أحد نجوم الشاشة الصغيرة اللبنانية ولازم ذاكرة جيل بكامله، بشعره الأبيض والبسمة المطبوعة دائما على وجهه.
وقال تيزاني "شخصيته مختلفة عن دور المحتال الذي يؤديه.. كان طيب القلب، كولد صغير.. يبكي مع المحتاج والمعوز".
وعمل مبسوط مع الأخوين الرحباني في "سفر برلك" (1967) و"بنت الحارس" (1971)، وأطلّ بإشرافهما في مسلسل من "يوم ليوم" في العام 1972.
وشارك في أكثر من 30 فيلما بإدارة مخرجين لبنانين وعرب من بينهم هنري بركات وعاطف الطيب وسمير حبشي وبرهان علوية وسواهم.. وشارك كذلك في نحو 25 مسرحية.
وفي العام 2001، أسس فرقة "طقش فقش" التي تقدم لوحات كوميدية، وتجولت في القرى اللبنانية محيية المهرجانات والأعراس.
واشتهر عن الراحل أنه لا يحفظ أدواره؛ بل يرتجل على الخشبة وأمام الكاميرا.