كشف المطرب المصري هشام عباس أنه قام ليلة موقعة "الجمل"، ودعا الله سبحانه وتعالى لنصرة الثوار، مشيرًا إلى أن زوجته ووالدته وقفتا حائلاً دون نزوله إلى الميدان في هذه الليلة، وأنه لم يستطع أن يعصيهما.
وانتقد موقف زميله الفنان تامر حسني من ثورة 25 يناير، وشدد على أنه قاطعه ولم يتحدث معه بعد التعرض للضرب في الميدان، خاصةً أنه وضع نفسه في موقف الشبهات بنزوله إلى الميدان لعمل "شو" إعلامي.
وقال عباس، في مقابلةٍ مع برنامج "لا" على قناة "التحرير" الفضائية، مساء السبت 13 أغسطس/آب: "زوجتي رفضت أن أنزل ميدان التحرير يوم موقعة الجمل، وحرصت والدتي أيضًا على منعي، وقالتا: أنت خلفك فرقة كبيرة تحتاجك، ونحن أيضًا نحتاج إليك، وإن شباب الثورة وكل الشعب سيعرف في يوم من الأيام أن معدنك جيد، وأنك أيَّدت الثورة منذ البداية".
وأضاف: "لقد استجبت لهما ولم أنزل ميدان التحرير يوم موقعة الجمل، لكنني قمت هذه الليلة وصليت كثيرًا، ودعوت لنصرة الثوار الذين كانوا يتعرضون للقتل في الميدان".
وتابع قائلاً: "لم أنزل ميدان التحرير بعد ذلك؛ لأنني شعرت بأن شباب الثورة في ميدان التحرير لا يحتاجونني، وأنهم يمتلكون القوة والعزيمة، فضلاً عن أن هؤلاء الشباب كانوا الأحق ببريق نجاح الثورة، وأنني رأيت أن دوري سيكون أفضل في تقديم أغنية أو توصيل صوت الثورة إلى الناس".
"شو" تامر
وانتقد المطرب المصري موقف زميله الفنان تامر حسني والملحن عمرو مصطفى تجاه ثورة 25 يناير، معتبرًا أن الخوف كان يحركهما، وأن آراءهما المتضاربة سببت لهما أزمة كبيرة مع الثوار، خاصةً تامر الذي تضاربت تصريحاته من وقت إلى آخر.
وأوضح عباس أنه قاطع تامر ولم يتحدث معه بعد الاعتداء عليه في ميدان التحرير من جانب الثوار. ورأى أن تامر نزل الميدان من أجل مصلحة خاصة وعمل "شو" إعلامي لا من أجل مصلحة الميدان والثورة أو تأييد شباب الثورة، مشيرًا إلى أن نزوله الميدان استفز الثوار ودفعهم إلى ضربه وطرده من الميدان.
ولفت إلى أنه راضٍ عن اعتذار تامر إلى الثوار والثورة، لكنه شدد على أنه لم يكن ذكيًّا في اعتذاره، وأنه كان يجب عليه النزول إلى الميدان متنكرًا؛ حتى لا يُحدث ضجة حوله من شأنها أن تلهي الميدان عن الثورة، خاصةً أن الجميع اتهمه بمحاولة عمل "شو" إعلامي رغم أنه قد لا يقصد هذا الأمر.
القوائم السوداء
واعترف المطرب المصري بأن جيله كان أكثر سلبيةً في مواجهة النظام السابق؛ لأنه عاش في ظروف مختلفة، لافتًا إلى أنه وجيله عاشوا أشياء جميلة في البلد، لكن الشباب لم يروا إلا إهانة الكرامة، فضلاً عن البطالة والفقر؛ لذلك كانت ثورتهم سريعة في وجه النظام.
كما اعترف عباس بأن مطربين استغلوا صداقتهم نجلَي الرئيس السابق حسني مبارك جمال وعلاء من أجل تحقيق نجاح فني.
وأكد رفضه فكرة وضع قوائم سوداء للفنانين الذين ساندوا النظام السابق. واعتبر أن الثورة لم تكن واضحة بالنسبة إليهم، وأنهم لم يتخيلوا قيام ثورة من الأساس، لافتًا إلى أن الخوف والعلاقات الوطيدة بالنظام السابق هي التي كانت تحركهم.
ترانيم قبطية
وكشف المطرب المصري أنه لم يَزُرْ أهالي مصابي وشهداء ثورة 25 يناير؛ لأن الثورة لا تزال مستمرة، وأن دم الشهداء لم يبرد بعد، كما أنه لم تقم جنازة مهيبة لهؤلاء الشهداء، لافتًا إلى أنه قدم أغنية "البلد بلدنا" للثورة، وأنه لا يمانع غناء ترانيم قبطية، خاصةً أنه زار مصابي حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وشدد عباس على أنه لُفِّقت قضية ضرائب ظالمة ضده، وصدر فيها حكم بحبسه، مشيرًا إلى أن وراء تلفيق هذه القضية بعض أعدائه في نقابة الموسيقيين، ومستفيدين من مصلحة الضرائب، وأن الله سبحانه وتعالى أظهر براءته في النهاية، وحُفظت القضية.
وأشار إلى أنه كان واثقًا بفوزه بعضوية نقابة الموسيقيين، وأن الثورة دفعته إلى خوض الانتخابات بعدما كان يشعر باليأس من الإصلاح، لافتًا إلى أن النقابة كان فيها عملاء للنظام السابق. وأعرب عن سعادته بفوز إيمان البحر درويش بالرئاسة.