تحاول وزارة التعليم العالي "جاهدة" ومن وجهة نظرها أن تقلل
آثار الأحداث التي تشهدها سوريا والمنطقة بشكل عام منذ أشهر على سير
العملية التعليمية من خلال سلسلة قرارات متتالية جاء بعضها اعترافاً
مبطناً بعدم نجاعة سابقة لم تنسجم والظروف الحالية، وبعضها الآخر استجابة
لشكاوى طلاب متضررين.
في بداية الأمر اتهمنا بأننا غير متفائلين عندما تواصلنا مع
الوزارة مدفوعين بمخاوف الطلاب وعدم قدرتهم على الوصول إلى جامعة الفرات
بدير الزور - التي انتشرت فيها العصابات المسلحة وقطعت الطرقات وعطلت
الحياة في المدينة وروعت أهاليها - من أجل التسجيل لامتحانات الدورة
التكميلية، وجاءت الإجابة بأن الأمور بخير والامتحانات في موعدها.
بعد يومين أصدر مجلس التعليم العالي قراراً بتأجيل
الامتحانات التي كان من المقرر أن تجري في الأسبوع الأول من آب الجاري إلى
13 آب بالنسبة لدير الزور و20 الشهر بالنسبة لحماه.
جاء موعد الامتحان والأوضاع مازالت غير مستقرة في دير الزور،
ولكن الوزارة مازالت متفائلة فاستبقت اليوم المقرر بقرار تأجيل التأجيل
إلى 20 آب بالنسبة لامتحانات جامعة الفرات.
قرارات الوزارة لم تهدئ من روع الطلاب الذين ناشدوا المعنيين
مراراً عبر موقعنا ومازالوا، مؤكدين أن هذه القرارات الجزئية تزيد من
توترهم ولا تقدم لهم الحل الجذري الذي يجعل تحضيرهم للامتحان أفضل،
مطالبين بإتاحة فرصة النقل من جامعة الفرات لهذا العام فقط إلى الجامعة
الأقرب لمكان إقامة الطالب أسوة بالقرار الذي أصدره مجلس التعليم العالي
مؤخراً يتيح لطلاب الجامعات في كل من لبنان وليبيا واليمن بالنقل إلى
الجامعات السورية لهذا العام فقط، أو على أقل تقدير السماح للطلاب بتقديم
الامتحان في أقرب جامعة تجاوزاً، لتفادي حرمان الطلاب من فرصة التخرج لهذا
العام.
تفاؤل الوزارة يحبط طلاب التكميلية الذين يفصلهم عن التخرج
مادة أو اثنتين، ولم تستطع التعليم العالي حتى اللحظة اتخاذ القرار الجذري
الذي ينقذهم ويرحمهم من قرارات أسبوعية تقرأ الواقع من زاوية لا تقارب
مشاكل أصحابها، مع العلم أن قراراً واحداً يقضي بنقل طلاب جامعة الفرات -
حتى وإن كانت محدثة حيث "يمنع قانون نتظيم الجامعات الانتقال منها" – إلى
الجامعات القديمة يحل المشكلة ويعفي الوزارة من قراراتها شبه الدورية.
المشكلة مازالت قائمة والطلاب ينتظرون أن ترأف وزارة التعليم
العالي بحالهم وتشملهم بعطف قراراتها كما فعلت مع الطلاب السوريين في
الجامعات خارج سوريا، والوقت مازال متاحاً لمن يسمع