يحلق هذه الأيام فى سماء رفحاء ويمر على أودية الطلح بها طائرا الصفر
والخواضير أو ما يسمى بطائر «الصفارى والخاضور» وهذا النوع من الطيور هو
آخر ما يمر في موسم الهجرة هجرة الطيور في أودية رفحاء حيث ان ربوع محافظة
رفحاء تميزت بوقوعها على خط هجرة الطيور السنوية التي تأتي من شرق آسيا
باتجاه وسط إفريقيا حيث يمر في ربوع المحافظة جميع أنواع الطيور ومن أهمها
طائر الحبارى والسمقان «السمق» والقمري والدخل والجرجس والصفر والخاضور
وهذه الطيور تهاجر سنويا ولكن لكل نوع موعده المحدد في الرواح والمجيء حيث
ان أول ما يمر في ربوع المحافظة هو طائر الحبارى ثم يليه طائر السمق ثم
طائر القمري والدخل والجرجس والصفر والخاضور وكل من هذه الطيور له عشاقه
ومطاردوه في ربوع المحافظة وهذه الأيام تمر طيور الصفر والخواضير باتجاه
شرق آسيا قادمة من وسط إفريقيا حيث عمد مؤخرا هواة ومطاردو هذين النوعين من
الطيور لكونهما يهاجران سويا ذهابا وإيابا إلى الخروج للمرتفعات وأودية
الطلح وقت الظهيرة فقط لمطاردة هذين الطائرين والاستمتاع بملاحقتهما والنيل
منهما.
هجرة
ويصف الشاب فهد عيد السليطي كيفية صيد الطائرين بقوله ان طائرى الصفر
والخاضور أو ما يسمي (بالصفارى والخواضير) يهاجران معا في نهاية شهر أغسطس
من شرق آسيا باتجاه وسط إفريقيا ويعاود رجوعه مع نفس طريق هجرته في أوائل
مايو وفترة مروره في ربوع المحافظة تتراوح بين 6 الى 10 أيام فقط ولكن لكل
واحد منهم طريقة خاصة بالصيد حيث ان طائر الصفر «الصفارى» له أماكنه التي
يفضلها وهي عادة لا تناسب طائر الخاضور حيث ان طائر الصفر يتميز بحذره
الشديد على عكس طائر الخاضور ويفضل شجر الطلح والأثل والكين فقط حيث ان
مطارديه يعرفون أماكن وجوده ولا يبحثون عنه إلا في هذه الأشجار الثلاث حيث
انه لا ينزل في السدر إلا في بعض الأحيان ولكن قلما يجده الصياد في أشجار
السدر وطائر الصفر عادة ما يتعب الصياد لشدة حذره وسرعة تنقله حيث ان
مطارديه لا يبحثون عنه إلا وقت الظهيرة فقط لكونه لا يطير كثيرا وقت
الظهيرة من شدة الحر ويقوم الصياد بملاحقته عن بعد ورميه من مسافة بعيدة
عندما يراه نازلا ولكن أكثر طرق صيده يقوم صيادوه برميه في الشوزن وهو طائر
وهو عادة ما يتعب هواته لسرعة حركته وحذره وهو مفضل بدرجة اكبر أما طائر
الخاضور فإنه لا يقل أهمية عن طائر الصفر حيث انه يأتي بالمرتبة الثانية
وهو يختلف نوعا ما عن طائر الصفر حيث انه يفضل المرتفعات هروبا عن أعين
مطارديه وبعضه يفضل أودية الطلح ولكن قلة حيث ان مطارديه يبحثون عنه وقت
الظهيرة كذلك ويتجهون للمرتفعات القريبة أو المحاذية لأودية الطلح.
ألوان
ويقول عبدالله الشمري أحد مطاردي هذين الطائرين ان طائري الصفر والخاضور
يتميزان بلونهما الواضح حيث ان طائر الصفر ذو لون أصفر فاقع مع بعض من
السواد وطائر الخاضور ذو لون أخضر فاقع مع بعض السواد كذلك وألوانها
المباشرة والواضحة تجعلهن عرضة لمطارديهما كون مطاردها يراها عن بعد سيما
طائر الصفر لأن طائر الخاضور عادة ما يصعب على صياده رؤيته عندما يكون داخل
شجر الطلح لأن لونه يساعده على التخفي داخل أشجار الطلح ولكن عندما يكون
في المرتفعات فإن صياده يراه عن بعد.
سهولة
ويضيف الشمري ان طائر الخاضور أقل حذرا من طائر الصفر حيث يستطيع الصياد
المقربة منه ومن ثم رميه بالشوزن أو الهوائية فيما لو كان وحده وعندما يكون
جماعة فإن صياده يقوم برميه في الشوزن طمعا منه في قتل أكثر عدد منه بأقل
عدة ومن جهة ثانية ناشد عايد الطريف مطاردي هذين الطائرين بعدم العبث بهن
والحرص على أخذ الحاجة فقط حفاظا على عدم قطع هذين النوعين النادرين من
الطيور المهاجرة سنويا.
حرص
وناشد الطريف مرتادي تلك الأودية بضرورة الحرص على أشجار الطلح وعدم
تقطيعها والعبث بها كونها تعتبر من الممتلكات العامة التي من المفترض أن
يحافظ عليها الإنسان ويهتم بها ولكون أودية رفحاء تشتهر بالطلح الكثيف التي
يعمد إلى الاستظلال بها هواة الصيد والبر وعابرو الطريق سيما وأن أشهر تلك
الأودية تقع على مقربة من الطريق المعبد الواصل بين رفحاء لينة حائل فعادة
ما يتوقف بهذه الأودية سالكو هذا الطريق وقت الظهيرة.