تصنت على الموبايل أو كاميرا للمراقبة جميعها طرق تدفع بعض الزوجات الغيورات على شرائها لمتابعة أزواجهن دون ملاحظة ، ومنذ أيام اختتم معرض جيتكس الخاص بالأجهزة التكنولوجية الحديثة بالمملكة العربية السعودية فاعلياته ، ولكنه هذه المرة لم يكن في صالح الرجال على الإطلاق ،لأنه جذب جمهور كبير من السيدات اللآتي رغبن في اقتناء أجهزة للمراقبة ، فانتبه أيها الزوج فقد تكون أحد ضحايا التكنولوجيا وأنت داخل بيتك ومن أقرب المقربين لكِ!
والغريب أنه خلال المعرض استقطبت تقنيات أجهزة التصنت والمراقبة الخاصة بالشركات العالمية السعوديات خلال حضورهن ، ودعتهن الدهشة إلى شراء بعض منها، كما طلبن الاشتراك في خدمات الاتصالات المتطورة كمراقبة للتليفون المحمول ، وأرجعت بعض السيدات شراء هذه الأجهزة بحرصهن على أزواجهن ومحاولتهن مراقبة تحركاتهم والتثبت من سلامة أفعالهم خلال قضائهم فترات طويلة خارج المنزل.
قادرة على المراقبة
وأشارت إحدى الزائرات وتدعي “نورة عبد الله” إلى إنها لم تكن تعلم بخدمة مراقبة حامل الجوال إلا من خلال زيارتها هذا المعرض، حيث ظنت أن هذه الخدمة موجهة فقط للطفل، مؤكدة أنها سوف تشترك في هذه الخدمة سريعا لمراقبة العاملة والسائق عبر “جوجل إيرث”، مما يقلل فرص هروبهما، مضيفة أنها ستكون قادرة على مراقبة من تشاء وقتما تشاء”.
وأكد ممدوح شريف مسئول في جناح إحدى الشركات التي تسوق تلك الأجهزة لجريدة “الوطن” أن عددا كبيراً من السيدات اشترين أجهزة ذات إمكانية عالية في التقاط الأصوات عن بعد 600 متر بسعر تقريبي 600 ريال، كما اقتنت أخريات نظارات تسجيل الأصوات بسعر 30 ريالا.
أما السيدات فكن يتهامسن داخل أحد محلات التقنية فقالت إحداهما للأخرى بأنها سوف تشتري هذه الأجهزة لاستخدامها في التنصت على ديوانية زوجها والاستراحة التي يتردد عليها, وأبدت أخريات تحفظهن من أجهزة النواظير المتقدمة التي تقرب الأجسام وتصورها في ذات الوقت من أبعاد طويلة.
وذكر المسئول في جناح الاتصالات السعودية إن السيدات طلبن خدمة مراقبة حامل الجوال فور معرفتهن بالمميزات التي تقدمها حيث يمكن متابعة الشخص في جميع أنحاء المملكة.
أين أنت؟
لا تختلف النساء فى أي مكان ،فالمرأة هي المرأة في شتي انحاء الأرض ، والأ سبانيات لا يختلف كثيراً عن السعوديات فالعبارة الأكثر شيوعا بينهن عندما يتصلن بأزواجهن بالمحمول هي ليست “كيف الحال؟” وإنما “أين أنت؟”.
هذا ما أشار له استطلاع قامت به مؤسسة “Siemens” حول ميل النساء الأسبانيات نحو استعمال الهاتف النقال ، وقد أكد الاستطلاع أنهن يمتلكن الآن أكثر من 12 مليون هاتف نقال أي أن 71% منهن يحملن هذا الجهاز، وترتفع النسبة إلى 96% بين النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين 14 و24 عاما.
واعترفت 40% من المتزوجات بأنهن يستعملن المحمول لمعرفة حركات الزوج، و36% منهن يستعملنه بالأساس للاتصال مع الصديقات، و24% للاتصال بالأطفال والاطمئنان عليهم.
اكتشاف العلاقات
أيضاً استعانت مجموعة من الزوجات اللاتي تساورهن الشكوك حول أزواجهن في الصين وهونج كونج إلي حيلة تكنولوجيا جديدة لاكتشاف علاقتهم بآخريات، وذلك عن طريق تحويل الهواتف المحمولة الخاصة بهم إلى أجهزة تنصت على مكالمات أزواجهن مع عشيقاتهم.
وتبين أن الزوجات يشترين شريحة إلكترونية دقيقة الحجم تركب في سماعة الهاتف حتى يستطعن التنصت على أزواجهن في أي مكان هم فيه ، وفي بعض الأحيان يستخدم بعض أصحاب الأعمال هذه الشرائح الالكترونية لمراقبة العاملين لديهم، وتباع هذه الشرائح على شبكات الانترنت ومكاتب المخبرين الخصوصيين.
وما إن توضع الشريحة حتى يمكن للشخص الراغب في التنصت الدخول على مكالمات الشخص المراد مراقبته دون أن يشعر هذا الأخير بذلك، حيث إنه لا ينتج عن هذا الإجراء أي صوت وبالأخص موضع المراقبة، وبذلك تتمكن الزوجة على سبيل المثال من الاستماع لكل ما يقوله زوجها دون أن يدري، وتغلق الشريحة خط الهاتف فور أن يحاول الشخص المراد مراقبته استخدام الهاتف.
وأكدت عدد من الدراسات أن المحمول كشف عن 90 % من حالات الخيانة الزوجية في ايطاليا في الفترة الأخيرة ، وتقول أحد هذه الدراسات إن البداية عادة ما تكون محاولة الزوج الخائن التستر على مكالمة على المحمول والتظاهر بأنها مكالمة عادية ، وتوضح الدراسة أنه في 87% من حالات الخيانة الزوجية كانت الاتصالات تجري من خلال المحمول.
تنصت بعد الستين
أما في مصر فأكد أحد مسئولي شركات بيع الأجهزة الالكترونية أن أجهزة التنصت الخاصة بالأحاديث التليفونية باتت منتشرة في مصر وبأسعار زهيدة تبدأ من 80 جنيها مصريا وتصل إلى 500 جنيه.
وأشار محمود كريم مسئول مبيعات أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالا من النساء على هذه الأجهزة، مشيراً إلى أن “البعض منهن صريحات في تفسير طلبهن والبعض الآخر يطلبها بحجج مختلفة”. وأضاف قائلا: “خبرتنا في التعامل مع الزبائن باتت تكشف لنا هذه الأمور وبخاصة مع نوعية الأسئلة التي توجهها الزبونة لنا مثل: هل يمكن إخفاء الجهاز عن العين؟ وهل يمكن أن يعمل حتى إذا لم يقم أحد بتشغيله؟ وغيرها من الأسئلة التي باتت معروفه لنا كبائعين، كما ذكرت جريدة “الشرق الأوسط”.
الطريف كما يؤكد محمود كريم أن شراء هذه الأجهزة لا يرتبط بسن محدد للمرأة وأكبر دليل حكاية السيدة رتيبة التي جاوزت الستين من عمرها ولا زالت تغار على زوجها الذي رغم تجاوزه الستين بثماني سنوات يعشق مغازلة النساء مما يزعجها، وهو ما دفعها إلى أن تلعب معه لعبة القط والفأر، حيث وضعت له جهاز تسجيل للصوت أسفل وسادة الفراش للتنصت على أحاديثه في التليفون عند وجوده في غرفة النوم، إلا أنه اكتشفه فقام بإلقائه في القمامة دون أن يفاتحها بشيء وعندما اكتشفت اختفاءه قامت بشراء جهاز آخر قامت بتوصيله بجهاز التليفون لتسجل له 20 شريطا يتضمن أحاديثه مع صديقاته على الهاتف. وقتها عبر الزوج عن غضبه الشديد واتهمها بعدم ثقتها فيه وأنها ستتسبب في هدم البيت بهذا الأسلوب.
غيرة مرضية
وعن تجسس الزوجة على زوجها تتعجب الدكتورة منال عمر استشاري الطب النفسي قائلة : أتعجب من قيام بعض النساء بمراقبة أزواجهن والتنصت عليهم ، والسؤال هو ماذا يفيدها إذا اكتشفت خيانته لها أو تلاعبه بمشاعرها؟ أنا أعرف نساء يداومن على مراقبة هواتف أزواجهن المحمولة لمعرفة من يتصل بهم ومن يرسل لهم رسائل الكترونية وغيرها من الأمور وكلها أمور تدل على وجود خلل لدى الزوجة او إصابتها بداء الفضول الشديد الذي يمكن أن يدمر حياتها نهائيا.
ومن المعروف في الطب النفسي أن هناك مرضاً يسمى الغيرة المرضية يصيب الرجال والنساء على حد سواء، ولكنه أكثر انتشارا بين النساء بحكم سيطرة العواطف عليهن، ومن أعراضه تشديد الرقابة على الطرف الآخر وتخيل أمور وعلاقات قد لا يكون لها أي أساس من الصحة. وبخاصة أن الكثير من الرجال يكون لهم نزوات سرعان ما تنتهي. فلماذا تهويل الأمور؟”.