كتب : د.مصطفى الآغا -دبي
أينما ذهبت وحيثما نظرت وكيفما تحدثت تجد أمامك جهابذة في النقد والتحليل الرياضي والسياسي والثقافي رغم أن أعمارهم لم تتجاوز العشرين ولايعرفون كوعهم من بوعهم ... وحتما كنت شخصياً في غابر الزمان (في العشرين من عمري) ولكني كنت أنصت أكثر مما أتحدث حتى أستطيع أن افهم ممن هم أكبر وأعرف وأخبر مني ما الذي يحدث حولي ...
المشكلة أننا نحب أن ننتقد الآخرين ونحن جالسون في بيوتنا .. ننتقد من نراهم على الفضائيات .. ننتقد المدربين .. نشتم الإتحاد .. نغضب على اللاعبين .. لا تعجبنا تشكيلة ولا نتفق على رأي ... وبالتأكيد سيبدأ الهجوم عليّ شخصيا بعد هذه الجملة ولكني أتعجب فعلاً من حقيقة أن من يقرؤون المقالات لا يفهمون معانيها ... فعندما نقول أن الورق والتاريخ والإنجازات تقول إن السعودية واليابان أفضل منا فهذا ليس احباطاً للاعبينا بقدر ما هو تخفيف للضغط عليهم لأننا نعيد ونكرر كل يوم أن كرة القدم لاتعترف لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا وأننا مؤهلون لكتابة هذا التاريخ ولكن إن لم نفعل فيجب أن لا " نندب ونبكي ونلطم " لأن ظروفنا ليست أفضل من ظروف منافسينا ...
كم هو واقعي أن نقول للاعبينا أننا سنصفق لهم فائزين أو خاسرين في نهائيات أمم آسيا بالدوحة وسنظل معهم فقط أن لعبوا بقتالية وروح عالية وبتركيز كبير وأننا نثق بهم وبتشكيلتهم مهما كان شكلها وأن الأخرين قد تكون ظروفهم ونتائجهم السابقة أفضل منا ولكننا كلنا معكم جميعاً .. مع أيمن حكيم كما مع تيتا .. مع تاج الدين فارس كما مع فاروق سرية ... يا جماعة كلهم أبناؤنا وكلهم يريدون الخير لكرتنا .. صحيح أن لكل رؤيته ولكننا نطالب بتوحد كل الرؤى من أجل المنتخب ... توقفوا عن الإنتقاد الذي يضرّ بدل أن ينفع ... انظروا حولكم وتابعوا ماحدث للآخرين ... لانريد أن ننتقد أي لاعب الآن تحديدا حتى ولو كنا مقتنعين أن انضمامه للتشكيلة "خطا فادح" فهل سيتركونه يعود لو طالبنا بتغييره ؟؟؟
المنتخب السوري قادر على أن يفعل شئيا في البطولة ولكن هناك 15 منتخباً آخر يسعى للهدف عينه ... لهذا فلنظر لكل مباراة على حدة ولنتذكر أن السعودية والإمارات وإسبانيا خسرت أولى مبارياتها ثم وصلت للنهائي ومنها من توج بطلاً للبطولة التي شارك بها ...
إذن فكلامي يشمل كل البطولة وليس مباراة واحدة فقط ... يجب أن نقف مع المنتخب ظالماً أو مظلوماً طوال البطولة ولنتذكر أن الجزائر كلها خرجت لإستقبال منتخبها يوم عاد من نهائيات أمم إفريقيا مهزوماً من مصر بالأربعة وهذا نصف الكأس والنصف الآخر أنه وصل لنصف النهائي لأول مرة منذ سنوات طويلة ؟؟
لنتذكر أن كرتنا تنهض وأننا وصلنا لنهائي دوري أبطال آسيا ونهائي كأس الإتحاد الآسيوي 3 مرات وتوجنا باللقب مرتين وحللنا وصيفاً مرتين ولنتذكر أن لدينا لاعبين يحترفون عربياً وخارجياً وأننا عدنا لنهائيات أمم آسيا بعد 14 سنة من الغياب .. صحيح من حقنا أن نفرح ومن حقنا أن نتوج ومن حقنا أن ننافس أشقاءنا وابناء شرق آسيا ولكن طالما بدأنا رحلة التقدم .. فلا داعي أن نرجع للوراء ...
منتخبنا سيبدأ المشوار وعلى بركة الله نبدأ معه يدًا بيد وصوتاً واحداً .. سورية سورية