تكاثر النباتات البستانية
تتكاثر النباتات البستانية المختلفة بطريقتين, هما:
1- التكاثر الجنسي (البذري)
2- التكاثر الخضري
أولاً: التكاثر الجنسي (البذري)
تستخدم في هذه الطريقة البذرة المحتوية على جنين كامن، ينشأ مــن إتحاد المشيمـة (الجاميطة) المذكرة بالمشيمة المؤنثة وذلك من خلال عملتي التلقيح والإخصاب.
· الإكثار البذري من أيسر طرق التكاثر وأكثرها انتشاراً وهناك نواحي زراعية تتطلب الإكثار البذري، مثل:
(1) استنباط سلالات جديدة بعمليات التربية والتهجين بين النباتات ذات الخواص المطلوبة.
(2) إنتاج أصول للتطعيم عليها بالأصناف ذات الصفات الممتازة.
خواص البذور الجيدة
تمتاز البذور الجيدة بالخواص التالية:
· أن تكون صادقة للنوع أو الصنف.
· لها القدرة على الإنبات بنسبة عالية.
· أن تكون خالية من الأمراض والحشرات والآفات الأخرى.
· أن تكون خالية من بذور الحشائش والمحاصيل الأخرى.
· أن تكون خالية من المواد الغربية والشوائب
اختبارات البذور
1- اختبار نقاوة البذور
النقاوة هي النسبة المئوية للبذور النقية التي توجد في العينة الممثلة للبذور المراد إخبارها على أساس الوزن، فبعد وزن العينة تقسم إلى:
· بذور الصنف تحت الاختبار (بذور نقية)
· بذور الحشائش والأعشاب
· بذور المحاصيل الأخرى
· الشوائب وتشمل البذور المكسورة والفارغة والأحجار وغيرها من الشوائب الأخرى
2- اختبارات الحيوية (القدرة على الإنبات)
يعبر عن حيوية البذور بنسبة الإنبات، وهي عبارة عن عدد البادرات الناتجة من عدد معين من البذور بعد إنباتها. وعند اختبار الحيوية تؤخذ عينة ممثلة للبذور بطريقة عشوائية، ويجري اختبار الحيوية بطرق مختلفة منها:
(أ) اختبار الإنبات
وفيه تنبت البذور تحت الظروف البيئة المثلي للإنبات من حرارة، وضوء، ورطوبة. وتقدر نسبة الإنبات بعدد البادرات الناتجة التي يكون نموها طبيعيا.ً ويجري هذا الاختبار في أواني الإنبات وغيرها. ويمكن التمييز بين البذور غير الحية والبذور الساكنة في العينة، فالبذور الساكنة تكون جامدة ممتلئة وخالية من العفن، أما البذور غير الحية فتكون عرضة للعفن.
(ب) اختبار الأجنة المفصولة
يستخدم هذا الاختبار في البذور التي لأجنتها فترة كون طويلة لما بعد النضج ولا يمكن إنبات هذه البذور قبل مضي تلك الفترة. في هذه الطريقة تفصل الأجنة لإنباتها بمفردها، والجنين الحي ينبت أو تظهر عليه علامات الإنبات، بينما الجنين غير الحي يتغير لونه ويتحلل.
(ج) اختبار التترازوليم
هذه طريقة كيميائية، حيث تنقع البذور في محلول2, 3, 5 triphenyl terrazolium chloride (2, 3, 5 – TTC)، وهذه المادة تمتص داخل الخلايا حيث تتحول بفعل الإنزيمات إلى مركب أحمر اللون غير قابل للذوبان يعرف بأسم (formazan)، حيث تتلون الأنسجة الحية باللون الأحمر بينما الأنسجة الميتة لا تتلون. يستعمل لهذا الغرض محول تركيزه 1 %.
كمون البذور
يعرف كمون البذور بعدم قدرة البذور الحية على الإنبات تحت الظروف الطبيعية للإنبات. وقد يرجع ذلك إلى عدة عوامل- بيئية أو عوامل داخلية بالبذرة نفسها، وإذا كان عدم الإنبات يرجع إلى نقص عامل أو أكثر من عوامل البيئة المناسبة للإنبات مثل الرطوبة، الحرارة، والأكسجين فيعرف بالكمون الظاهري (الخارجي).
العوامل التي تؤدي إلى كمون البذرة هي
(1) أغطية البذرة المانعة لامتصاص الماء
توجد بعض من النباتات لبذورها أغطية جامدة غير منفذة للماء.
ومن فوائد هذه الأغطية الجامدة غير المنفذة أنها تطيل مدة تخزين البذرة.
(2) أغطية بذرية مانعة لتمدد ونمو الجنين
في معظم البذور، وبمجرد امتصاصها للماء يتمدد الجنين وينمو ويضغط على غطاء البذرة ويسبب تمزقه، في بعض البذور يقاوم غطاء البذرة ذلك، مثل بذور المشمس، الخوخ، اللوز، والبرقوق.
(3) أغطية بذرية غير منفذة للغازات
في بعض البذور، يعزي الكمون إلى وجود أغطية بذرية غير منفذة للغازات كالأكسجين وثاني أكسيد الكربون، ومما يدل على ذلك أنه إذا فصل الجنين يحدث الإنبات مباشرة.
(4) الأجنة الكامنة
هذه الأجنة لا تنمو بالرغم من توفر العوامل المناسبة للإنبات، وتحتاج إلى معاملة خاصة (كمر بارد) لمدة معينة قبل أن يحدث الإنبات، وفي أثناء هذه المدة تحدث تغيرات فسيولوجية في البذرة تؤدي إلى الإنبات، وهذه التغيرات تسمي بتغيرات بعد النضج.
(5) الأجنة غير مكتملة النمو
وهي أجنة توقف تكوينها خلال نضج الثمار ـ مثل الجزر
(6) وجود كوابح (مثبطات) النمو
توجد مواد مانعة أو مثبطة للإنبات في أجزاء النبات المختلفة كالبذور والثمار وعصارة الأوراق والجذور. هذه المواد تتكون طبيعياً في النبات، وتوجد بتركيزات تمنع إنبات البذور، ولا يتم إنبات البذور إلا بعد أن يقل تركيز هذه المواد عن حد معين، ويحدث ذلك عقب إجراء معاملة الكمر البارد للبذرة ـ مثل الخوخ.
معاملات تشجيع الإنبات
1- الخدش الميكانيكي
تستخدم هذه المعاملة لتقليل صلابة أو زيادة نفاذية أغلفة البذور الصلبة أو غير المنفذة ـ يتم تكسر الأغلفة البذرية أو تشرخها أو خدشها بإحدى الطرق الميكانيكية وذلك باستخدام ورق صنفرة أو الآت حادة أو مطرقة أو كماشة، وفي حالة استعمال كميات كبيرة من البذور يتم الخدش بالطرق الآتية.
2- نقع البذور في الماء
تستخدم هذه المعاملة للمساعدة على تقليل صلابة أو زيادة نفاذية أغلفة البذور الصلبة وأحيانا إزالة موانع النمو أو تقليل تركيزها. ويجري نقع البذور في الماء العادي لمـدة 1 - 2 يوم وقد تزيد عن ذلك.
3- المعاملة بالحمض
لتقليل صلابة أو زيادة نفاذية الأغلفة الصلبة باستخدام حمض الكبريتيك المركز. تتوقف طول فترة المعاملة بالحمض على درجة الحرارة ونوع البذور، تختلف من 10 دقائق إلى 6 ساعات. بعد المعاملة تغسل البذور بالماء عدة مرات، ثم تزرع وهي رطبة أو تجفف وتحفظ لزراعتها لا حقاً.
4- الكمر البارد
تساعد هذه المعاملة على تطرية ونفاذية أغطية البذرة الصلبة وكما تساعد على اكتمال نضج الجنين في البذور التي لها فترة ما بعد النضج، تجري هذه العملية بتعريض البذور لدرجة حرارة منخفضة ولمدة معينة من الزمن قبل إنباتها. تحدث عدة تغيرات فسيولوجية في الجنين أثناء عملية الكمر البارد وتستخدم بيئة مكونة من الرمل والبيت موس بنسبة 1 : 1 , توضع البذور في طبقات بالتبادل مع طبقات البيئة في صناديق أو أكياس مــن البولي أثيلين وغيرهـا، وتحفظ في ثلاجـات علــى الدرجـة المناسبـة (صفر ـ 10 م°) ويجب بأن تكون بيئة الكمر رطبة باستمرار.
5- مساعدات الإنبات
وهي مواد كيميائية تعامل بها البذور وتساعد في الإسراع من إنباتها، إما بواسطة كسر طور الكمون في البذور، أو يكون لها تأثير مضاد لفعل المواد المانعة للنمو. وأهم هذه المواد نترات البوتاسيوم, ثيويوريا, سايتوكينيات, جبريلين.
6- الضوء
تحتاج بعض البذور مثل بذور البنجر، الخس، والتبغ إلى تعريضها للضوء لكي يتم إنباتها. ويعتبر الإشعاع الفعال في هذا الضوء الأحمر والأحمر البعيد.
7- الضغط
لزيادة نفاذية البذور المحاطة بأغلفة صلبة يتم تعريضها لضغط هيدروليكي عالي.
8- الجمع بين طريقتين أو أكثر
للتغلب على كمون البذرة الناتج من عدة عوامل مثل صلابة أغطية البذرة والأجنة الساكنة والذي يعرف بالكمون المزدوج.