شهر رمضان لا يحبه اللبراليين
شهر رمضان, شهر الطاعة, شهر الصبر, شهر العبودية, يترك المسلم فيه طعامة وشرابة وسائر المفطرات المباحة التي كان يعملها بشكل يومي طوال العام طاعة لله عز وجل وامتثالاً لأمره هذه هي المباحات فكيف بالمحرمات التي يتجنبها الصائم خوفاً ان ينقص من أجره شيء ويذهب تعبه سدى واضعاً كلام الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم نصب اعينهم يوم قال: { من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } [أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم : { الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم } [أخرجه البخاري ومسلم]
في شهر رمضان البطون جائعة والحلوق ناشف والابدان مرهقة ولكن القلوب ذاكرة والعقول متدبرة والالسن رطبة بذكر الله وتلاوت كتابه اناء الليل واطراف النهار.
فيا لذة المحبين بقراءة ذلك الكتاب والتغني بسوره ويا لذة المؤمنين بتدبر آياته واستنباط احكامه وفوائدة ورحم الله الامام القحطاني عندما قال في نونيته:
هو قوله وكلامه وخطابه *** بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره *** وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها *** فيه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة *** ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه *** ونهى عن الآثام والعصيان
هذه المظاهر وغيرها هي مصدر شقاء للبراليين دعاة الحرية والتحرر من القيود البائدة والعادات العتيقة والتخلف والرجعية واتباع الغرب رغبة ورهبة.
كيف لا يشقى اللبراليين في برمضان وهم يرون الاطروحات الفكرية والنظريات الانسانية (زبالات العقول) تذهب هباءً منثورا والناس ينصتون ويرددون قول الحكيم الخبير: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) وقد ثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال" [رواه الترمذي وصححه الالباني]
وقوله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 285]
وقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191 رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 192 رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ 193 رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 194]
هذه الآيات وغيرها كثير هي آيات اعلان العبودية للملك الجبار جل جلالة وعظم سلطانه وتقدسة اسمائه ترتجف منها القلوب وتخشع لها الاصوات لا يقف بجانبها كلام البشر وليس هناك وجه للمقارنة (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الأسراء: 88]
فمهما حاول اللبراليين من الوسوسة إلى الناس بالطعن في اصول الدين وشريعة الاسلام و اخفاء شمس الحق وزعزعة الايمان وغرس بذرة الشك في القلوب فأن القـرآن كفيلاً باقتلاع تلك الشجرة الخبيثه الحقيرة من جذورها وقد قال الباري عز وجل: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 33] وقال تعالى: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ]ٍإبراهيم:1]
وهنا يتضح لنا سبب تصرف ذكي يقوم به اللبراليين في رمضان وهو قلة النشاط والحركة والانكفاء على الانفس على موائد السفارات والقنصليات الغربية التي تفتح ذراعيها لهم من اجل لم شملهم وجبر كسرهم وتعزيتهم بالمأكولات المطبوخة بنار الحرية ....