تتألف منطقة الساحل السوري من شواطئ طويلة ومن جبال خضراء، فهذه الجبال المغطاة بالأحراش تحيط الشواطئ وتنحدر تلالها وسفوحها نحو البحر حتى تلامس مياهه بأشجار صنوبرها وسنديانها فلا يعرف المرء أين ينتهي الجبل وأين يبدأ البحر.
ويتكرر هذا المشهد على طول الشاطئ السوري من رأس البسيط شمالاً حتى طرطوس جنوباً.
أما الجبال فتتناثر على ذراها وهضابها قرى الاصطياف الجميلة ذات الهواء المنعش والمناظر الخلابة، بالإضافة إلى العديد من الأماكن التاريخية والقلاع القديمة الشهيرة.
ولعله من العسير أن يعثر المرء على مكان في العالم له، رغم رقعته المحدودة، ما للساحل السوري من طبيعة فاتنة الحسن رائعة الجمال وفيه ما فيه من آثار أن لم نقل أنها تاريخ بحد ذاته فهي سفر من التاريخ الكبير يضم بين دفتيه حكايات سيرة التطور الحضاري على مر العصور.
تمتد الشواطئ السورية مسافة 180كم، وتمتاز أماكن السياحة الكثيرة المنتشرة عليها برمالها الذهبية الناعمة وببحرها اللازوردي الذي لم يعرف التلوث وبمناخها الجميل وسمائها المشرقة الصافية
اللاذقية:
ميناء سورية الرئيسي على البحر الأبيض المتوسط . كانت منذ أقدم العصور مرفأ هاماً وهي احدى خمس مدن أنشأها (سلوقوس نيكاتور) في القرن الثاني قبل الميلاد وأطلق عليها اسم والدته (لاوديسيا). ولكن بقايا القرون الماضية قليلة في المدينة ذاتها، ولم يبق إلى جزء من صرح روماني كبير في جنوبها يرقى إلى سبتيموس سيفيروس (أربعة أعمدة وقوس). وهناك مبنى عثماني جميل كان يطلق عليه (خان الدخان) وتحول اليوم إلى واحد من أهم المتاحف السورية.
وبالإضافة إلى أهمية المدينة الاقتصادية كرئة حيوية لسورية، فإن اللاذقية تلعب دوراً سياحياً ممتازاً ونشيطاً فهي منتجع خلاب للنزهة والاستجمام والسباحة كما تعتبر منطلقاً للرحلات عبر سورية الساحلية سواء على الشواطئ أو في الجبال الخضراء التي تزنر الشاطئ السوري.
وتتجلى اللاذقية عروس الساحل السوري بمهرجان المحبة الذي يقام ما بين الثاني والثاني عشر من شهر آب في كل عام. وتجذب هذه التظاهرة الثقافية والرياضية والفنية العديد من السياح العرب والأجانب.
جبلة:
تقع على بعد 29كم جنوبي اللاذقية وهي مرفأ قديم وتضم مسرحاً رومانياً هاماً يتسع لسبعة آلاف متفرج ، بالإضافة إلى جامع السلطان إبراهيم أبن الأدهم وجامع المنصوري والحمامات القديمة والذي يعود تاريخ بنائهم إلى 900- 1200 عام تتميز مدينة جبله بسكانها الطيبين وبطبيعة وخضار رائع يتعانق مع البحر الذي يحده من الغرب ، في الفترة الأخيرة تم اعتماد مدينة جبلة من هيئة الأمم المتحدة كمدينة أثرية وبلدية جبلة تحصل على معونة سنوية من هيئة الأمم لتطوير الآثار وتطوير المدينة ككل .
صلنفة:
تقع على بعد 50كم شرق اللاذقية وعلى ارتفاع 1200م عن سطح البحر. هواؤها منعش عليل ومناظرها خلابة وفاكهتها لا أطيب ولا أشهى، وفيها عدد من الفنادق والكثير من الشقق السكنية السياحية أجار الشقة في أوقات الموسم السياحي من 20 دولار إلى 60 دولار حسب الموقع والجودة .
كسب:
تقع على بعد 65كم شمال اللاذقية وسط غابات الأقرع وعلى أرتفاع 800م عن البحر الذي يرى منها.
رأس البسيط:
يقع على بعد 40كم شمالي اللاذقية ويعتبر من أجمل المشاهد الساحلية على البحر الأبيض المتوسط . خليج واسع هادئ ذو زرقة لازوردية صافية ورمال نظيفة سوداء تحيط به الجبال والتلال الخضراء وتتناثر في ظل أحراجه الشاليهات والمخيمات والمطاعم التي تكمل مع مقاهي البحر رونق هذا الإطار الطبيعي الخلاب.
قلعة صلاح الدين الأيوبي:
تقع على بعد 35كم شرقي اللاذقية وترتفع 410م عن سطح البحر. وكانت تعتبر من أكثر حصون الغزو الصليبي مناعة وكانت توصف دائماً بأنها القلعة التي لا تقهر. فهندستها هي من أروع الهندسات العسكرية واشدها فعالية، وهي قائمة على نتوء صخري شاهق ذي منحدرات عامودية وتحميها خنادق طبيعية عميقة ووعرة ورغم هذه المناعة الهائلة فقد تمكن البطل صلاح الدين الأيوبي من انتزاع القلعة خلال يوم واحد عام 1188، وكان الاستيلاء عليها نموذجاً نادراً للعبقرية والاستبسال.