حين تشتاق إليهم بصمت موجع .. حين تناديهم بأعلى صوتك لكي يعودوا من رحم الزمن دون أن يجيبوك ..
حين تقرأ كلماتهم و تذرف الدموع تلو الدموع ... حين تخنقك لوعة الرحيل .. حين تبحث عن كل السبل المودية إليهم دون أن تهتدي إلى الطريق الصحيح ...
حين تسرقك الذكريات معهم رغما عنك من حاضرك .. لتتنفس كل لحظة بعمق .. وتوقظك دمعة حارقة تسري في قلبك قبل أن تشق طريقها على وجنتيك ..
حين تشعر أنهم مضوا بلا عودة .. و أن الدرب للقاء طويل طول الحياة ..
حين تكتشف أنك أحببتهم بصمت ولم تملك يوما جرأة إخبارهم بذلك ..
حين تذكر وعودك لهم .. و أنك لم تعي معنى الوفاء بها ..
حين تبكي و تبكي و تدعوهم للرجوع ولا يعودون .. بل يزدادون ابتعادا يوما بعد يوم ..
حين تبحث عنهم في كل الوجوه و بين كل الكلمات .. ولكنك تكتشف أنك لن تجد ما تبحث عنه..
حين تتمنى أن تعبر كلماتك فوق كل الحدود .. فوق كل المسافات .. فوق ذرات الهواء .. لتصل إليهم .. لتمثل أمامهم .. لتخبرهم بعظيم أثرهم .. و مدى اشتياقك لهم ..
حين يسري الشوق في جسدك رويدا رويدا ليلتهمك حيا .. وتبقى منتظرا عودتهم دون أمل ..
حين تناديهم و لا يجيبون .. حين تتساءل في كل لحظة كيف هم و هل يذكرون ..
حين .. و حين .. و حين ...
حين يجتاحك شوق أكبر من كل الكلمات .. حينها فقط تدرك أنهم ... ذهبوا منذ حين ..