السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف-200.
بعض الكلمات في الصلاة كتكبيرة الإحرام والتحيات فبعضهم يكررها للتأكد من الإتيان بها، وربما رفع صوته بذلك, فيحصل إيذاء للآخرين.
ولمواجهة كيد الشيطان وإذهاب وسوسته أرشدنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى العلاج التالي:
فيما ورد عن أبي العاص -رضي الله عنه- قال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: (ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني، -والتفل هو إخراج هواء من الفم على هيئة البصق ولكن بدون بصق-.
وعلاجه أيضاُ، ما أخبرنا عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: (إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه -يعني خلط عليه صلاته وشككه فيها- حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس).
ومن كيد الشيطان للمصلي أن يشككه هل خرج منه ريح أو لم يخرج، وعلاج هذا من حديث أبي هريرة في الرجل يجد الشيء في بطنه ويشكل عليه هل خرج منه شيء أم لا ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (لا يخرج -أي من الصلاة- حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً).
ومن كيده أيضاً للمصلي أن يجعله لا يصلي إلا على سجادة خاصة ظنًا واحتياطًا أن الأرض ليست طاهرة، والعلاج: أن من هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه كان يصلي في أي مكان ففي الحديث (جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا) وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- (يسجد على التراب تارة وعلى الحصى تارة وعلى الطين تارة.
علاج الوسواس
1 - طلب العلم الشرعي ... فهو يمنع صاحبه من عمل ما ليس بوارد ولا أصل له بالشرع، ويكون الشيطان منه أبعد فلو كنت على علم لما فعل، ما فعل.
2 - تقوية الإيمان والمداومة على ذكر الرحمن ... فالذكر هو الحصن الحصين، والسد المنيع، والحافظ الملازم والسلاح الفتاك ضد الشياطين, وخص من جملة الأذكار أذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم والدخول والخروج وغيرها.
3 - عدم الاسترسال مع الهواجس ومجاهدتها ... فلا يجعله شغله الشاغل لأنه إن تمادى به تمكن منه فإذا دافعه وجاهده زال عنه بإذن الله.
4- الاستعاذة بالله تعالى والدعاء ... قال تعالى: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف-200، والدعاء من أقوى الأسباب في دفع الوساوس ، وليعلم أن الله يستحي أن يرد عبدًا سأله وقد وعد بالإجابة
منقول للاستفادة