[size=24]
زوجات يشتكين: متى ينتهي صمت أزواجنا؟
أصبح غياب الحوار بين الأزواج أحد سمات الحياة العصرية،
وحولت هذه المشكلة الزوجة إلى امرأة كثيرة الشكوى في نظر زوجها،
فهي تشكو من انشغاله عنها بعمله وأحياناً بأصدقائه.
وتشكو من بروده وعدم التعبير عن مشاعره صراحة..
وهذا يخلق نوعاً من عدم الإشباع العاطفي الذي يفاقم من المشاكل الزوجية ويضخمها مهما كانت بسيطة. فالزوجة تحتاج إلى التعبير المباشر من زوجها ليطمئن قلبها،
وأكثر النساء لا يقدرن مدى استطاعة أزواجهن على التعبير المباشر فتكون المطالبة والشكوى ثم التذمر وإثارة المشاكل. تتعدد أسباب حالات الصمت الزوجي ويظل عدم الحوار والمشاركة في الهموم والمشاكل الحياتية شبحاً يهدد الحياة الزوجية وقد يبعد الشقة بين الزوجين ويجعل كل منهما يلجأ إلى أطراف ووسائل بديلة تعوضه فقدان هذه الروح.
من أسباب عدم حوار الزوجين
انشغال الزوج بعمله؛
فقد تكون مشاكل قلة الدخل والسعي لتوفير مستوى معيشي أفضل. وهذه ليست قاعدة تنسحب على الجميع فقد يكون الوضع المادي المتواضع أو الذي يكفي احتياجات الأسرة نعمة، لأنه في الجانب الآخر نساء يجأرن بالشكوى من هذه المشكلة رغم أن أزواجهن رجال موسرين وأصحاب أعمال، وذلك لجريهم المتواصل لمتابعة أعمالهم، مما يؤدي إلى غيابهم المتواصل عن المنزل وعدم مشاركتهم الأسرة في جلساتها أو نزهاتها أو التسوق فيكتفي الواحد منهم بأن يوفر المال لزوجته وأولاده ويوفر الخادمة والسائق، ليتحرر من كل الالتزامات الأسرية ما عدا جلب المال ويظن أن في ذلك سعادتهم.
اختلاف خصال الزوجين وطباعهم واهتماماتهم وطريقة تفكيرهم
فضلاً عن مستواهم الثقافي والاجتماعي. وإذا كان الاختلاف الطفيف في بعض وجهات النظر حول مسائل معينة هو سمة من سمات تكامل شخصيتي الزوجين؛ فإن اختلافهما التام يؤدي إلى تنافرهما من بعضهما البعض لعدم وجود أشياء مشتركة بينهما، فلا يعنيها هي إن أراد مناقشتها في قضايا فكرية لأنها لا تهتم بهذا الجانب وتجده لا يعيرها اهتماماً إن أرادت أن تحكي له عن أحد المسلسلات أو الأفلام التي تشاهدها.
قد يكون الزوج انطوائياً
وغير قادر على التعبير عن مشاعره سواءً أكانت إيجابية أم سلبية، فيكتفي هذا الزوج الذي يفضل الوحدة والانعزال بأن يغرق في صمته حتى ولو كان مليئاً بالمشاعر الفياضة، فبعدم إخراجها يبدو وكأنه شخص متبلد الإحساس لا يشعر بمن حوله، فلا يستطيع أن يبادل زوجته التعبير عن عواطفها ويلجأ إلى النشاطات الفردية كالقراءة ويبتعد عن النشاطات الجماعية كمشاهدة التلفزيون مع الأسرة أو الخروج معها أو ممارسة الرياضة معهم.
قد تساهم الزوجة في مساعدة الزوج على التغيير من شخصيته،
فهي يمكنها التأثير عليه ومساعدته على البوح بمشاعره والدخول معها في حوارات ومشاركة الأسرة نشاطاتها واهتماماتها. ولكن لو كانت هي انطوائية أو منشغلة أيضاً بعملها مثله فستكون المشكلة كبيرة وسيتحمل نتيجتها الأبناء وتنعكس على تربيتهم ونشأتهم لأنه ستغيب عنهم ثقافة الحوار والمشاركة وتبادل الآراء.