جرعــة الحـــب
لا زلت أنتظر....
فلما دنا وتدلى , كان منى قاب قوسين وأدني
هفا الفؤاد إليها شغفا, وتفتت الكبد شوقا وتغنى
بلوعة ذاك الذي بدا, بلسمه على الشفتين فراتا هنا
وطال الانتظار...
فوق ربا الحب قبعت غير نادم, لعل بشيرا باسمها إياي يخبر
ومالت الشمس للرحيل استحياء, وجلا على وحدتي وحبي المندثر
وعوى بقربي ذئاب البشر تكالبا, نعتا بأفواه منها السم النقيع يقطر
وكانت مهجتي تنصهر....
وتنفس صبح بعد ليل طويل , الويلين كابدت بجهد والقلب منكسر
أين أنت يا منبع الشهد والود؟ , جف لعابك , اسقيني فإني أحتضر
وقد طال موعد لقائك, وليس لي من صد قد تكأكأ علي البشر
حبيبتي لا تؤذين أكثر؟....
للتو من ها هنا مر أمير الحب بالحب , وقشيب الثوب, رداء عليه يلمع
تشبثت به ودموعي تغرقني في, لجي أيا أمير الحب ألا رحمتني. لا تفزع؟
واسقين من مآقيها وكبدها صرف الود ؟, فإني بغيرها سقيم بي علة تهز وتصرع
وتغيب شمس فلا مجرى ولا ماء ينبع
لقيتها وقد أهال الناس عليها, كثبانا وتلالا من اللوم والعتب
فقلت قبل أن أمسك بيديها ها , قد أفرج الله ما بنا من فحيح الكرب
لا توجلي ؟ لا ترحلي مرة أخرى؟ إني, أحيطك بسور الفؤاد وخالص الحب
أنت شمسي وإن استرحت قليلا , فضياؤك من قبل أضاء مسالك الدرب
فيحاء السويداء أبوابها المؤصدة , لك فتحت, فنامي على سندس القلب
أفديك بما تبقى من لحظات العمر , وعقد حبنا مشهود بين العجم والعرب
وإن رحلت قبلك حبيبتي فجودي علي, دون شح؟ وسؤلا لي بغفران الذنب
وزوري قبرا كان صاحبه بك متيما؟, يا أميرتي يا خيرة العشرة والصحب
ابراهيم تايحي