راقصني قليلاً
أرمي صوتي، أرفع صوتك
لن أقع ثانية في الحب
لن أغني لسواك
لا متسع لشرفة أو نهر
لا ذريعة لعصفور ينتحر
لا عذر لحديقة نائمة
وشوشة عطرك تبدد كآبة البنفسج
بلا يدك
ما كانت لي نجاة
ولا شفاء من قروح الأصدقاء
أو مواساة الندوب الجليلة
ارفع صوتك
جسراً لمشاة يعبرون رخام ذاكرتي
أبسط كفيك
سهولاً لخيل أوردتي
أستهل كل امر بفاتحة علي
رجولتك صياح ديكة منتصف العمر
زئبق أحمر في مجرى الأنفاس
مرصد نجوم الظهر
أستل صوتك من غمده
أبتر عنق النسيان
أتذكر أمكنة تذكرني بك
أتذكر رفاقاً حدثتهم عن خضرة يديك
عن فصول تتعاقب تحت خصرك
عن حنان الرماد في قدميك
عن ورد خطاك في ممرات العمر.
أمر على عري كتفيك
كهارب من ضفة إلى ضفة
أرمي صوتي بين نهديك
أتنفس في خرز ظهرك
أصيح كالمذبوحه الا قليلاً
أغيب في نشوة الصوفي
أدور كالدراويش حول دمي
أرصع السماء بنجمة الغياب
والغيب بمسمار الشك
أعلق اليقين على خشبة والأرض على المياه.